الحقيقة

كشف موقع “سناك سوري” أنه تم يوم أمس احتجاز الناقد والمخرج المسرحي “ياسر دريباتي” في “اللاذقية” على خلفية منشور له عبر صفحته الشخصية على فيسبوك كتبهُ يوم الثلاثاء الماضي.

“دريباتي” كتب منشوره تحت عنوان “المسرح الهزيل” وتناول فيه مسرحية “كلب الأغا” التي تم عرضها على خشبة المسرح القومي في “اللاذقية”.

ووفق الموقع: مخرج المسرحية قدم شكوى ضد دريباتي حيث تم توقيفه في المخفر وسيتم عرضه على القاضي وفقاً لما صرح به شقيقه الفنان مروان دريباتي.

“دريباتي” استذكر في بداية منشوره صديقه المسرحي “فرحان الخليل” الذي رحل مؤخراً واعتبر أن المسرح القومي في “اللاذقية” تحوّل إلى «مفرخة للأميين وأشباه الفنانين وقتل روح الاختلاف والمغايرة والسؤال، إنه مسرح يفتح أبوابه لموظفيه فقط»، ثم أوضح “دريباتي” رأيه بالعرض المسرحي “كلب الأغا” الذي اعتبرهُ هزيلاً وأن تفاهته حملت ابن مدينة “الرقة” الممثل الراحل “فواز الجدوع” على ترك العمل منذ مرحلة البروفا ليقوم مخرج المسرحية “فايز صبوح” بأداء الشخصية عوضاً عنه.

كما اعتبر “دريباتي” أن العمل استخدمَ لهجة “الجدوع” بكثير من الخفة والتهريج وسخِر العرض من لهجات أخرى عبر استخدامها كمادة للإضحاك على حد تعبير “دريباتي”.

غرق “كلب الأغا” بالنفاق المسرحي حسب “دريباتي” ولم يستطع طرح النفاق الاجتماعي والسياسي كما جاء في نص مؤلف العمل الراحل “ممدوح عدوان”.

“دريباتي” تساءل في ختام منشوره، كيف يحظى مثل هذا العمل المسرحي برعاية وزير الثقافة؟ و كيف وصل إلى خشبة المسرح القومي في “اللاذقية”؟.

ووفق صحيفة الاخبار اللبنانية ذكر الزميل صدام حسين أن منشور دريباتي تخطى حدود العالم الافتراضي، ووصل إلى الشرطة القضائية في محافظة اللاذقية، التي تحركت وأوقفت المخرج المسرحي بتهمة «القدح والذم»، بتوجيه من النائب العام في اللاذقية (وهو على صلة قرابة بصاحب الشكوى). وكنوع من «التأديب» أعطى النائب العام تعليماته لقاضي التحقيق بتأجيل البت بموضوع الفنان دريباتي إلى اليوم (الإثنين) بدلاً من الأمس. أما مديرية المسرح القومي في اللاذقية صاحبة العلاقة بالموضوع، فتعيش في وضعية «الصامت» حتى الآن، في حين قال مقربون من المخرج الموقوف إن رئيس اتحاد الصحافيين السوريين موسى عبد النور بادر بالتدخل لمتابعة موضوع توقيف الناقد المسرحي.

وأكد شقيق المخرج دريباتي حسب الصحيفة أن جهات حاولت التواصل مع العائلة بهدف «لفلفة الأمور» وعدم نشر الخبر في الصحافة، ووعدت بالإفراج عن شقيقه في حال تم السكوت عن الأمر، ولكنه رفض هذه المساومة «كي لا يصبح توقيف كل من يرفع صوته بالنقد لأي حالة فساد، ظاهرة عامة من قبل المتنفذين الذين يعتقدون أن باستطاعتهم تجاوز القانون وليّ أذرعه خدمةً لمصالحهم ومصالح أقربائهم».

توقيف “دريباتي” لاقى موجة انتقادات واسعةً وتساؤلات حول هل أصبح نقد الأعمال المسرحية وإبداء الرأي فيها جريمة يعاقب عليها القانون وتهدد صاحبها بالتوقيف؟.

يذكر أن “دريباتي” من مواليد العام 1965 وهو مؤلف ومخرج وناقد مسرحي ومدير “البيت العربي للموسيقا والرسم” في مدينته “اللاذقية” التي تعرفه كواحد من أبرز ناشطيها في المجال الثقافي و الفني.