لم يكن ما قاله رئيس الوزراء السوري، عماد خميس، أمام عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، عن تعطيل حكومة مصر لعبور شحنات النفط إلى سوريا، اعتيادياً بأي من المقاييس. ومن البديهي افتراض معرفة خميس بحجم العاصفة التي قد يثيرها هذا الكشف في شارعَي بلدين (وحولهما) كانا يوماً ما شعب «جمهورية عربية متّحدة» وخاضا حرباً كان من أبرز ما فيها «عبور القناة». الجانب غير الاعتيادي في حديث رئيس الوزراء، يكمن في أن دمشق تعمل عادة على حلحلة مثل هذه الأزمات عبر القنوات المغلقة، ولا سيما في حالة مصر التي لم تنقطع العلاقات معها على مستويات عدّة خلال السنوات الماضية. ويمكن الاستناد إلى معطيين رئيسين لالتماس أسباب هذه المكاشفة، أولهما أن تشديد العقوبات الأميركية سبّب ــ من ضمن ما سبّبه ــ نقصاً غير مسبوق في كميات النفط والمحروقات الواردة إلى سوريا، وثانيهما «فشل كل المحاولات» لإقناع سلطات القاهرة بتمرير ناقلة واحدة، على حدّ كلام خميس.