الحقيقة- سومر إبراهيم «كثرة الطباخين .. تحرق الطبخة».. هذا المثل الشعبي ينطبق حالياً على الكثير من الأمور التي تتعلق بمعيشتنا، فكل يوم يخرج قرار أقرب ما يكون كردة فعل على أمر معين، وكلما خطرت ببال أحد الجهابذة فكرة يركض ليعقد اجتماعات ليفرضها للتطبيق أو للتجريب بتعبير أصح..!!! لن ندخل بتشعبات الموضوع على كثرتها، بل سنخصص
الحقيقة- سومر إبراهيم
«كثرة الطباخين .. تحرق الطبخة».. هذا المثل الشعبي ينطبق حالياً على الكثير من الأمور التي تتعلق بمعيشتنا، فكل يوم يخرج قرار أقرب ما يكون كردة فعل على أمر معين، وكلما خطرت ببال أحد الجهابذة فكرة يركض ليعقد اجتماعات ليفرضها للتطبيق أو للتجريب بتعبير أصح..!!!
لن ندخل بتشعبات الموضوع على كثرتها، بل سنخصص الحديث لما يحدث في المكاتب الصحفية بالوزارات حالياً، وكثرة المتدخلين بعملها من خارج تلك الوزارات، والذين يعتقدون أنفسهم أرباب الحلول ..!!!، لدرجة أن هذه المكاتب بدأت تفقد بوصلتها، وعمّت الفوضى مفاصل عملها، وتاه العاملون فيها بين التوجيهات والموجبات.
في الحقيقة كان الهدف الرئيسي لتأسيس هذه المكاتب هو تسهيل عمل الصحفيين ومساعدتهم في الحصول على المعلومة دون روتين أو تعقيد، أي صلة وصل ميسّرة بين الصحفي والمسؤول، ولكن تحولت اليوم لحاجز ومصدر للتعقيد وحجب المعلومة ومكاتب للعلاقات العامة..!!!
في السابق كانت المطالبات بتفعيل تلك المكاتب وتقوية مكانتها وموقفها كوسيلة إعلامية ناطقة باسم الوزارة، وتقديم التجهيزات والميزات التي تحفز العاملين فيها على تقديم أفضل مالديهم..!!
ولكن لم يتحقق شيء من ذلك..!!؟؟ حتى عجزت الجهات التي تتدخل بعمل تلك المكاتب عن توحيد هيكلية لها، ففي وزارة ما نجد المكتب الصحفي دائرة تتبع لمكتب الوزير، وفي أخرى نجد المكتب مهمش، وفي ثالثة يتمتع باستقلالية منحه إياها وزيره لقربه منه، وفي أخرى يغرد المكتب خارج السرب الإعلامي، وفي خامسة يعتقد مدير المكتب نفسه شرطي الوزارة وحاميها من شرور الإعلاميين.. فلامنهجية ولا إطار عمل موحد ولاشي..!!؟؟
من الفوضى التي تعيشها حالياً تلك المكاتب ما نلاحظه على صفحات وزاراتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي من المفترض أن تكون المصدر والوسيلة الأسرع للوصول للمعلومة التي تخص كل وزارة، فالباحث عن معلومة تخص وزارة ما على صفحتها ينصدم بوجود الكثير من الأخبار التي لا تتعلق بتلك الوزارة، بل اختلط الحابل بالنابل وضاعت هوية وبصمة صفحة تلك الوزارة، فمثلاً : على صفحة وزارة الاقتصاد نجد أخبار التعليم العالي والتربية والنفط والكهرباء ورئاسة الوزراء ووو ويصبح البحث عن خبر الاقتصاد أمراً معقداً، وكذلك العديد من صفحات تلك الوزارات، وهذا لايعطي قيمة مضافة لا للأخبار التي تنشرها تلك الصفحات من خارج اختصاصها، ولا للصفحة نفسها.
من الأفضل في هذه المرحلة التوجه نحو التخصص، وأداء الواجب في العمل المكلف به على أكمل وجه، فلو كل فرد منا أدى واجبه فقط من مكان عمله للاحظنا الارتقاء بالعمل بشكل تلقائي دون ضجيج، ولكن هذا الضجيج وهذا التجريب وهذه التدخلات لن تخلق إلا الفوضى ولن تحقق التطلعات التي رسمها مقترحوها في أذهانهم.
هامش: المكتب الصحفي مسؤولية الوزير المختص، وهو الذي يعطي للمكتب قيمته أو يسلبها منه، وهو الأقدر على تحديد ما يجب فعله، لذلك أبعدوا الطباخين عن التدخل بما لا يعنيهم..!!
الحقيقة
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *