خاص- الحقيقة- مادلين جليس

لعل من هم المشاكل التي يعاني منها المواطن عند دخوله إلى المحاكم لإنجاز معاملة ما هي الإجراءات طويلة الأمد التي تأخذ سنوات في أغلب الأحيان وخاصة إذا تعلق الموضوع بدعوى ما، وهذا ما يدعو الجهات المعنية وصاحبة القرار في مفاصل العمل القضائي إلى وضع حلول لهذه المشكلات، مما يسهل عمل المواطن والموظف على حد سواء.

وزير العدل القاضي المستشار هشام الشعار أوضح لـ«الحقيقة» أن البطء في إنجاز المعاملات الإدارية، أو طول أمد التقاضي، هو أهم المشكلات التي يشتكي منها المواطن في سير العمل القضائي، مضيفاً: سرعة الإنجاز والعدالة، هما الهدف الأساسي للوزارة ، ليكون هناك تواصل دائم بين القضاة أو الإدارات أو الموظفين للوصول لتسهيل الإجراءات وتسريع إنجاز المعاملات.

صعوبات لوجستية

ولكن هناك معوقات أخرى تعترض سير العمل القضائي تتحدث عنها معاون وزير العدل القاضي بثينة سليمان لـ«الحقيقة» حيث تشير سليمان أن أكثر المعوقات التي تعترض العمل القضائي هي صعوبات لوجستية من حيث الأماكن والأجهزة، إضافة إلى نقص الكوادر المدربة المؤهلة المتخصصة.

وأشارت سليمان إلى بدء الوزارة بالعمل على تأهيل الكوادر وذلك من خلال مديرية التأهيل والتدريب في الوزارة، فمن ضمن خطة المديرية للعام الحالي 2019، سيتم كل شهر تدريب كوادر جديدة، ففي الشهر القادم سيقام ورشة عمل لتدريب الكوادر الإدارية.

وأيضا من بين الصعوبات يأتي قلة أعداد الموظفين بحسب ما أشارت له معاون وزير العدل، مما حدى بالوزارة إلى أن تعلن في الفترة القادمة عن مسابقات لزيادة أعداد الموظفين إضافة إلى تدريب الموظفين الموجودين، فمن خلال التقاعد تخسر الوزارة كوادر وخبرات مهمة.

قلة دُور المحاكم

زياد الحليبي رئيس محكمة الجنايات الثانية بدمشق يرى أن ضغط العمل وقلة عدد الغرف ودُور المحاكم يأتي في مقدمة المعوقات التي تقف في وجه سير العمل القضائي بالشكل الأمثل، في السابق كانت مشكلة قلة عدد القضاة لكن زادت أعدادهم بعد تخريج دفعة جديدة من المعهد العالي للقضاء.

وأشار الحليبي إلى كثرة الملفات في دُور المحاكم حيث يزيد عدد الدعاوي فيها على الألف دعوى، وبذلك يحصل ضغط كبير على المحاكم، لكن لو كان هناك محاكم أكثر لكانت هذه الصعوبات ستقل بالتأكيد.

عقلية قديمة

القاضي المستشار محمد جمال الخطيب عميد المعهد العالي للقضاء، أشار أن القضاة أكثر ما يزعجهم هو التعقيد في المعاملات، وهذا مايزعج المواطن أيضاً، وإن كان ذلك ناتجاً عن عقلية قديمة، وخوف من تحمل الموظف للمسؤولية.

وأشار الخطيب أن التعقيد يكون بشكل أساسي من خوف الموظف من أن يكون صاحب القرار وبالتالي صاحب المسؤولية، ولكن في حال وضع آلية معينة ليكون لديه حيز من المبادرة سيتم حل هذه التعقيدات.

الحقيقة