خاص- الحقيقة- سومر إبراهيم في الوقت الذي تبحث فيه وزارة النفط عن تحقيق وفورات بتطبيق بطاقتها «الذكية» عن طريق التخفيض المتتالي للأسرة والفرد من مخصصات المحروقات سواءً مازوت التدفئة أو بنزين السيارات، نجد أنها تجاهلت عن ذكاء أيضاً الشريحة الأكثر تضرراً في المجتمع السوري والذين جار الزمان عليهم في دخلهم ومعيشتهم، وباتوا يدفعون ثمن وقودهم
خاص- الحقيقة- سومر إبراهيم
في الوقت الذي تبحث فيه وزارة النفط عن تحقيق وفورات بتطبيق بطاقتها «الذكية» عن طريق التخفيض المتتالي للأسرة والفرد من مخصصات المحروقات سواءً مازوت التدفئة أو بنزين السيارات، نجد أنها تجاهلت عن ذكاء أيضاً الشريحة الأكثر تضرراً في المجتمع السوري والذين جار الزمان عليهم في دخلهم ومعيشتهم، وباتوا يدفعون ثمن وقودهم الغير مدعوم من حر مالهم.
الشريحة التي لم تلحظها وزارة النفط ربما عن قصد وخاصة في الأرياف والتي تعتمد على الدراجات النارية في تسيير أمور حياتها وتأمين احتياجاتها والوصول إلى عملها ، سواء منهم الموظفين والمعلمين أو عناصر الجيش والشرطة أو الفلاحين والعمال، هؤلاء لن تساعدهم رواتبهم الفقيرة على شراء سيارات للحصول على البطاقة المدعومة، وإنما جمعوا جنى عمرهم لشراء «موتور مهرّب» كحد أقصى للرفاهية التي يطمحون لها، وليكفيهم مشقة وعناء وقلة وغلاء وسائط النقل الأخرى.
حوالي 90% من سكان الأرياف يعتمدون على الدراجات النارية في تحركاتهم، وأكثر من 80% من هذه الدراجات غير نظامية «مهرّبة» والتي باتت أمراً واقعاً لا أحد يستطيع تجاهله، وهؤلاء باتوا اليوم محرومين من دعم الدولة لجهة البنزين والذين هم عمادها، وعرضة للابتزاز من قبل أصحاب الكازيات أو محلات بيع البنزين لدفع ثمن مضاعف للتر الواحد الذي هو من حقهم كغيرهم، وذلك بسبب تطبيق النظام الذكي على الكازيات ومنع الدراجات من الحصول على بطاقته أو دعمه.!!!؟؟
لن نطيل الحديث كثيراً لأن الفكرة ربما وصلت، ولكن نتساءل: ما فائدة الذكاء (إن وجد) إذا كان سيجر معه الظلم والحرمان وتفاقم الفقر للمجتمع الريفي، أم هو خارج الحسابات ..!!؟؟
ربما سيخرج من يقول أن هذه الدراجات غير نظامية وهي مهربة ولا تستحق الدعم، سنختصر عليه الطريق بالسؤال : كيف وصلت هذه الدراجات لكل بيت ..؟؟؟ ومن يستحق الدعم راكبو هذه الدراجات الذين هم مواطنون سوريون كغيرهم ولكن ذنبهم أنهم فقراء..!!؟؟؟
فهل سيطالهم ذكاء النفط وينصفهم..؟؟ أم ستشن عليهم حملات مكافحة التهريب وتصادر دراجاتهم من بيوتهم …لنكون عالجنا الخطأ بخطيئة أكبر …؟
الحقيقة
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *