الحقيقة أطلقت وزارة الزراعة اليوم “دليل التنمية الريفية المتكاملة القائمة على المشاركة والمبادرات المحلية” ، وذلك خلال ورشة العمل التي أقامها بحضور وزراء الزراعة المهندس محمد حسان قطنا والشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد والإدارة المحلية والبيئة الدكتورة لمياء شكور وممثلي عدد من المنظمات الدولية العاملة في سورية. وأكد وزير الزراعة أن التنمية هي الأساس لتطوير
الحقيقة
أطلقت وزارة الزراعة اليوم “دليل التنمية الريفية المتكاملة القائمة على المشاركة والمبادرات المحلية” ، وذلك خلال ورشة العمل التي أقامها بحضور وزراء الزراعة المهندس محمد حسان قطنا والشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد والإدارة المحلية والبيئة الدكتورة لمياء شكور وممثلي عدد من المنظمات الدولية العاملة في سورية.
وأكد وزير الزراعة أن التنمية هي الأساس لتطوير المجتمع الريفي وتمكينه من الاستمرار بالعملية الزراعية ودعم نفسه للوصول إلى استثمار الموارد المتاحة بصورة وتقانة أفضل وتحقيق عوائد اقتصادية جيدة، لافتاً إلى أن المشكلة في الريف تتمحور كون المزارعين يعملون على زراعة وإنتاج الكثير من المنتجات وتسويقها بشكلها الخام دون تصنيع، لذلك يجب العمل على استثمار هذه الموارد الإنتاجية المتاحة في القرى وتصنيعها والاستفادة من القيمة المضافة لها بأشكال مختلفة من خلال وحدات إنتاجية صغيرة والمساعدة على تسويقها.
وقال الوزير: عملت وزارة الزراعة خلال 20 سنة الماضية على تأسيس مشاريع لتمويل الأفراد بقروض صغيرة ومتوسطة لتمكينهم من تأسيس مشاريع خاصة، ولكن دون وجود نظام مؤسساتي أو تنظيمي يربط مابين هؤلاء المجتمعات والأفراد.
وأشار الوزير إلى إحداث 33 وحدة تصنيع غذائية في المحافظات تعمل بها النساء الريفيات في القرى وتنتج منتجات يتم تسويقها من خلال أسواق ريفية مركزية أو في المحافظات، وتم إحداث 16 سوق لتسويق المنتجات الريفية وهي منتشرة في كافة المحافظات وهذه الأسواق تشكل نواة رئيسية لتسويق المنتجات الريفية، لافتاً إلى أن هذا يقتضي حوكمة هذه المؤسسات وتوفير أسس مالية وبشرية وإدارية حتى لايكون هناك أي فساد في عمليات التصنيع والتسويق والتخزين َويضمن حقوق العاملين في هذه الوحدات وتطبيق الشروط الصحية، لذلك وضعت الوزارة نموذج جديد وهو نموذج قطرة الريحان “معاً نبني حلماً”.
مضيفاً: من خلال هذه التجربة في قطرة الريحان تم إعداد دليل تنموي مستدام بالتشاركية مع المجتمع المحلي لإقامة القرى التنموية يتضمن الأدوات والآليات التي يجب اتباعها لإختيار القرى وكيفية تحديد المشاريع الواجب تنفيذها وآليات وأدوات التنفيذ والدعم المطلوب وكيفية اختيار لجنة القرية وآلية التتبع والتقييم للتأسيس لمشاريع جديدة في القرية بحيث يطلق هذا الدليل حوكمة متكاملة لبناء قرية نموذجية، وضمن القرية تم وضع دليل للوحدات الإنتاجية الاقتصادية لتصنيع الآلبان والأجبان وغيرها ودليل لإدارة الأسواق التنموية لبيع المنتجات الريفية وتم إحداث صندوق دوار لمنح الفلاحين قروض دائمة على مستوى القرية.
وأوضح الوزير أن هذا الدليل يشكل نقطة انطلاق لمأسسة هذا القطاع لتنفيذ ماتقرر في ملتقى القطاع الزراعي بما يخص التنمية الريفية وإحداث القرى التنموية حيث سيتم خلال العام الحالي إطلاق 22 قرية بالتعاون والتشارك مع المنظمات والاتحادات والنقابات والوزارات الأخرى لنشر التنمية الريفية المتكاملة في 22 قرية وفق هذا الدليل ليصل إلى 100 قرية خلال الفترة من هذا العام حتى عام 2030 والاستفادة من التجارب التطبيقية لتطوير هذا الدليل وتحسينه ليكون نواة إنتاجية اقتصادية تنموية.
وبين وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أن المجتمعات المحلية هي أساس التنمية الشاملة ومن الضروري إيلاء هذه المجتمعات الأهمية والدعم لتتمكن من تطوير نفسها وبالتالي تحقيق التنمية، مشيراً إلى استعداد كادر وزارة الشؤون للتنسيق والتشاركية بالعمل مع وزارة الزراعة ضمن خطة مشتركة، لافتاً إلى أن دليل التنمية الريفية سيتم تبنيه والعمل من خلاله في مديرات وزارة الشؤون الاجتماعية مع إغنائه والإضافة عليه عبر التغذية الراجعة خلال التنفيذ لافتا أن خطط وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ستعطي خطة برنامج القرى التنموية المطروحة الأولوية في المرحلة القادمة.
وأكد رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور فادي السلطي أن هذه الورشة ركيزة مهمة في طريق تحقيق التنمية في كافة القطاعات، لافتاً إلى ضرورة استخدام قرية قطرة الريحان كنموذج تنموي والاستفادة من هذا الدليل، وتعميمهما بعد تعاون كافة الجهات في عملية مأسسة هذه التجربة المميزة الأمر الذي يساعد كافة المجتمعات المحلية لتطوير نفسها بنفسها.
عميد المعهد العالي للعلوم السكانية الدكتور جمعة حجازي أكد أن القوة الذاتية هي نقطة الأساس في عملية التنمية الريفية في سورية، وأن أي تجربة سابقة لم يكتب لها الاستمرار والاستدامة لأنها لم تنطلق من ذاتها بل ارتكزت على عوامل مختلفة تسبب زوالها وتوقفها إنهيار أو توقف المشروع، ودعا إلى ضرورة تبني سياسات اقتصادية تدعم المناطق الريفية والمشاريع التي تساهم في تنميته وتطويره.
نقيب الأطباء البييطريين الدكتور اياد سويدان أكد أهمية التنمية الريفية في تحقيق الاستقرار وضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعة والبشرية في المنطقة الهدف، داعياً إلى نشر الدليل ليتم التشارك وإبداء الآراء والتعريف به.
وقدم وزير الزراعة عرضاً حول التنمية الريفية المتكاملة في وزارة الزراعة والهيكل التنظيمي والواقع والرؤية المستقبلية، كما استعرض معاون الوزير الدكتور فايز المقداد دليل التنمية الريفية المتكاملة ومنهجية إعداده.
وتخلل الورشة حكاية التنمية في قرية قطرة الريحان على لسان أهل القرية، ومعرض لمنتجات قطرة الريحان والأسر الريفية.
واستعرضت مديرة التنمية الريفية الدكتورة رائدة أيوب خطة برنامج القرى التنموية خلال الفترة 2024- 2030 للعمل في 100 قرية والإعلان عن انطلاقة العمل في 22 قرية خلال هذا العام بمختلف المحافظات.
حضر الورشة ممثل منظمة الأغذية والزراعة الفاو بدمشق طوني العتل وممثل شبكة الآغا خان للتنمية في سورية غطفان عجوب ورئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو ونقيب المهندسين الزراعيين المهندس عبد الكافي الخلف وممثلين عن منظمتي أكساد وإيكاردا.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *