اليوم نبدأ إضرابنا القانوني عن استخدام شبكة الإتصالات (الثابتة والمنقولة) بدءاً من الساعة الثانية عشرة ليلا وحتى نهاية يوم غد الإثنين، احتجاجا على إقدام مؤسسة الإتصالات وشركات الخليوي رفع أسعارها المتكرر بحجج واهية، حيث تأخذ ضريبة شهرية مقطوعة مضافة إلى فاتورة الإستخدام مع أنها على حد علمنا لم تخترع الهاتف ولاتصنع أجهزته، كما لاتقدم أية خدمات إعلامية أو ترفيهية أو ثقافية، وإنما تقبض ثمنا لخدمات عالمية تقدم للناس مجانا، بدءا بمواقع التواصل الإجتماعي مرورا بالمواقع الإخبارية والتجارية وصولا إلى الإباحية التي تتعامى الوزارة عن حجبها لأنها تربح من استهلاك المراهقين لشبكاتها.. فقط هي تشيد أبراجا مسرطنة فوق سكن الناس، وتمد كابلات بحرية لاستجرار الإنترنت، فلا هي منتجة محتوى ولاموجهة رأي، وإنما مجرد خط اتصالات ناقل .. ومع ذلك فإن أسعار وصلاتها، التي يعضها القرش من بين كابلات العالم، هي الأعلى عالميا والأسوأ خدميا !!

ورغم عائداتها الهائلة التي تحصلها من جيوب المشتركين منذ 22 عاما وتستمر فإن الوزارة وحكومتها لم تفكرا حتى الآن بإطلاق منصة تواصل وطنية تحمي المؤسسات والأفراد من هيمنة الشبكات الأمريكية واستخباراتها وعاهراتها، بل إنها تفتح صفحات باسم وزاراتها ومؤسساتها على الفيس وتويتر دونما خحل !

لقد باتت الإتصالات والإنترنت ضرورة اجتماعية واقتصادية وتعليمية وإن مضاعفة أسعار خدماتها يؤثر سلبا على حياة الفقراء وغير المقتدرين، وعلى الحكومة أن تثبت أنها تعمل لخدمة الشعب وليس لاستغلالهم، فتدعم خدمات الإتصال مثل الخبز والمحروقات والصحة لحين تعافي المجتمع وازدهار أحواله، طالما أنها تحتكر هذه الخدمات ولاتفتح باب التنافس فيها، علما أن القوانين السورية تمنع الإحتكار بكل أنواعه !

شكراً لكل من سيقاطع ويمسك عن استخدام هاتفه خلال 24 ساعة القادمة إلا في حالات الإسعاف أوطلب النجدة أواستلام الرسالة الخالدة.. لكي نذكر أمراء الاتصالات بأننا لسنا عبيداً خانعين .. إنه احتجاج أدبي وصيام وتأمل روحي سيكلفهم بضعة مليارات والكثير من الشتائم والدعوات على مستثمريها، لعنطلاه عليهم ..

فاصل غير ترفيهي: كلما قرأت خبرا عن اجتماع حكومتنا أضع يدي على قلبي .. فحكومتنا لا تتوقف عن ارتكاب الأخطاء إلا حين يكون أعضاءها نائمين ..فادعو لهم بنومة أهل الكهف، هم وكلابهم الضالة.. آمين

الكاتب والصحفي نبيل صالح