الحقيقة في ظلّ جهود روسيّة متواصلة لإنهاء الأزمة، تدْخُل مدينة الحسكة وأريافها الأسبوع الثالث على التوالي من انقطاع مياه الشرب عنها، بعد وقف الجانب التركي الضخّ من محطّة علوك والتي تُعدّ المصدر المائي الوحيد لإرواء المدينة وأريافها. وعلى رغم عودة التغذية إلى محطّة مبروكة، ووصول الكهرباء بفعل ذلك إلى مدينتَي تل أبيض ورأس العين، إلّا
الحقيقة
في ظلّ جهود روسيّة متواصلة لإنهاء الأزمة، تدْخُل مدينة الحسكة وأريافها الأسبوع الثالث على التوالي من انقطاع مياه الشرب عنها، بعد وقف الجانب التركي الضخّ من محطّة علوك والتي تُعدّ المصدر المائي الوحيد لإرواء المدينة وأريافها. وعلى رغم عودة التغذية إلى محطّة مبروكة، ووصول الكهرباء بفعل ذلك إلى مدينتَي تل أبيض ورأس العين، إلّا أن الأتراك تعمّدوا ضخّ المياه من «علوك» بكمّيات محدودة، الأمر الذي حال دون وصولها إلى الحسكة. وتعزو مصادر مطّلعة على الملف، التصرّف التركيّ إلى «رغبة أنقرة في رفع كمّيات الكهرباء المخصّصة لمناطق سيطرتها في ريفَي الحسكة والرقة من 10 ميغا إلى 20 ميغا، مقابل تشغيل محطّة علوك بطاقتها الكاملة».
وشهد اليومان الفائتان تسارعاً في الجهود الأممية والروسية الهادفة إلى إيجاد حلّ لمعاناة نحو مليون مدنيّ في الحسكة وأريافها، وذلك من خلال مركز المصالحة الروسية في القامشلي، ومكتب الأمم المتحدة في دمشق. ونجحت الجهود الروسية في إدخال الورشات الحكومية إلى محطّة علوك، لتبدأ عملية صيانة الأعطال الناتجة من عبث الفصائل المسلّحة بمحتويات المحطّة ومعدّاتها، وسرقة الأكبال والغاطسات منها. ومن المتوقّع أن تُواصل الورشات الحكومية عملها لإعادة تأهيل المحطّة، وتجهيزها للضخّ بطاقتها الكاملة، مع توفير الجهد الكهربائيّ المناسب الذي يضمن عمل المضخّات بشكل طبيعي. وفي هذا السياق، يؤكّد محافظ الحسكة، غسان حليم خليل لـ«الأخبار» أن «الورشات الحكومية دخلت إلى محطّة مياه علوك، وتُواصل أعمال الصيانة، مع عدم وصول مياه الشرب إلى مدينة الحسكة». ويشير خليل إلى «تعرّض الكابلات المُغذّية للآبار للسرقة، ما أدّى إلى الإضرار بعمل المحطة»، مشدّداً على أن «لا حلّ فعلياً لمشكلة المياه إلّا بعودة العاملين والفنيين الحكوميين إلى المحطّة، ما يضمن عملها بطاقتها الكاملة، ويوفّر احتياجات السكان من مياه الشرب».
ومع استمرار الأزمة، يضاف عبءٌ اقتصادي جديد على كاهل أهالي الحسكة، في ظلّ حاجتهم اليومية إلى توفير مياه الشرب والاستهلاك بما لا يقلّ عن خمسة آلاف ليرة، علماً أن الكثيرين منهم لا يملكون تلك الإمكانيات للحصول على المياه من مصادر غير معروفة أصلاً، عبر الصهاريج المتنقّلة. ويفيد مدير الصحة في الحسكة، محمد رشاد خلف، بأن «المركز الصحّي المحدث وسط المدينة استقبل أكثر من ألف حالة إصابة بالإسهال والإقياء نتيجة شرب المياه الملوثة من الآبار والصهاريج، ما يشكّل خطراً على حياة الأهالي». ويصف خلف «الحالة الصحّية في المدينة بالصعبة، نتيجة عدم توافر مياه صالحة للشرب، وأخرى للغسيل والتعقيم، في ظلّ ارتفاع حالات الإصابة المسجّلة بفيروس كورونا في المحافظة».
وأمام تواصل الأزمة التي تتكرّر للمرة الخامسة عشرة على التوالي منذ احتلال أنقرة محطّة علوك في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، لجأ السكّان إلى حفر آبار سطحية في عدد من أحياء المدينة، بهدف الاستخدامات المدنية، وللتعويض عن غياب مياه الشرب. ويلفت مدير المياه في الحسكة، المهندس محمود العكلة، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الأهالي قاموا بحفر نحو 300 بئر سطحية في عموم أحياء المدينة منذ مطلع هذا العام، بهدف تعويض النقص الحاصل في المياه، نتيجة تحكّم جيش الاحتلال التركي بالوارد المائي من محطّة مياه علوك». ويشير العكلة إلى أن «المياه صالحة للاستخدامات المنزلية، لكنها غير صالحة للشرب»، مُبيّناً أن «زيادة عدد الآبار ليس لها أيّ تأثير على المياه الجوفية، لكونها آباراً سطحية».
جريدة الأخبار
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *