الحقيقة- سومر إبراهيم

على نار هادئة، وبكثير من التروي وبدم بارد، ربما يصاغ قرار تكليف رأس السلطة التنفيذية بعدما دخلت الحكومة الحالية مرحلة تصريف الأعمال وفقاً للدستور، وخاصة أن السلطة التشريعية الجديدة أنهت مراسيم انتخابها وبدأت عملها.

لعل الأسماء التي يتم تداولها في أروقة المجالس الضيقة وبعض وسائل الإعلام حول من سيحظى بحقيبة رئيس الحكومة الجديد، لا تخرج من إطار التوقعات والتكهنات، وخاصة أنه لا تسريبات جدية تستند إليها، فالاسم ربما لم يحدد بعد، وتسميته وتوقيت صدور المرسوم لا يعلمه إلا رأس الهرم في الدولة، حتى من سيبقى من الوزراء أو سيغادر.

بعض الوسائل الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي تعتمد أسلوب “الآكشن” للفت النظر إلى أسماء أو حرق أخرى عن طريق طرحها في مقالات تتخللها بعض التوقعات، وتمرير نواياها بين السطور بتوصيف لهذا وذم لآخر ومديح لثالث، ولكن أسلوب الحرق والتزكية عبر هذه القنوات والذي استُخدم سابقاً  لا يصح في هذه المرحلة، الآن ملف كل شخص يدرس بعناية وهدوء بعيداً عن ضجيج قنوات الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي والفوضى التي تعيشه.

المرحلة حساسة جداً من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتجريب لا يصح فيها، ومن سيقع عليه الاختيار سواءً رئيس حكومة أو وزير سيكون تحت مجهر المجتمع والسلطة طوال فترة توليه، فما هو مطلوب كبير جداً، ولكن ماهو مستطاع وسط الظروف الحالية قد يكون محدوداً، وتوسيع حدوده مرتبط بإجراءات الحكومة الجديدة وقراراتها الاستثنائية والغير تقليدية، فالوعود الخلبية على نهج السلف لن تجدي نفعاً، وماراتونات جولات الوفود الوزارية ولجان المتابعة لم تعد مقنعة، والاجتماعات اليومية وطرش وسائل الإعلام بأخبارها الروتينية لن تغني أو تسمن من جوع، وحده الإنتاج سيفعل ذلك بحلقاته كلها صغيرها وكبيرها والأهم صغيرها حالياً، ماعدا هذا تبقى المراوحة في المكان سيدة الموقف.

الآمال معقودة،  والثقة بصاحب القرار موجودة، فلنأخذ نفساً عميقاً وننتظر…