صحفي يروي انطباعه عن زيارة رئيس الحكومة الجديد.. ويستقرئ استراتيجية عرنوس للمرحلة القادمة.. ومدير عام سابق يعلّق..!!

صحفي يروي انطباعه عن زيارة رئيس الحكومة الجديد.. ويستقرئ استراتيجية عرنوس للمرحلة القادمة.. ومدير عام سابق يعلّق..!!

الحقيقة كتب الصحفي أيمن قحف مقالاً انطباعياً عن زيارته يوم أمس لرئيس مجلس الوزراء الجديد حسين عرنوس ليكون سباقاً للقاء دولة الرئيس كما يسميه لمدة ساعة كاملة حيث قال: ربما يكون من أكثر الأمور إغراء لصحفي أن يحظى بلقاء حصري أول مع رئيس مجلس الوزراء ، ولكنني تجاوزت هذا الاغراء لأسباب مهنية و منطقية ،

الحقيقة

كتب الصحفي أيمن قحف مقالاً انطباعياً عن زيارته يوم أمس لرئيس مجلس الوزراء الجديد حسين عرنوس ليكون سباقاً للقاء دولة الرئيس كما يسميه لمدة ساعة كاملة حيث قال:

ربما يكون من أكثر الأمور إغراء لصحفي أن يحظى بلقاء حصري أول مع رئيس مجلس الوزراء ، ولكنني تجاوزت هذا الاغراء لأسباب مهنية و منطقية ، لأن أي تصريحات في هذا التوقيت الحرج بين مرحلتين حساستين سيكون محفوفاً بالمخاطر أياً كان مضمونه ،لذلك سأكتفي بذكر انطباعاتي الشخصية عن لقائي بدولة المهندس حسين العرنوس رئيس مجلس الوزراء الذي استقبلني أمس قرابة الساعة كصديق قديم عاصر عمله العام منذ قرابة العشرين عاماً ، ولم يكن للقاء أي صيغة إعلامية ، لكنني سأكون أميناً في ذكر انطباعاتي عن اللقاء الأول مع المهندس العرنوس بصفته رئيساً لمجلس الوزراء في الجمهورية العربية السورية ، بعد أن عرفته والتقيته على الدوام معاون وزير ومدير عام ومحافظ دير الزور والقنيطرة ، وخلال تقاعده القصير عام 2013 ومن ثم وزيراً للأشغال العامة ، ثم الأشغال والاسكان ثم الموارد المائية بالاضافة لعضوية قيادة حزب البعث ..

في الطريق إلى مجلس الوزراء الذي غبت عنه طويلاً لخلافي المزمن مع المهندس عماد خميس تذكرت عشرين عاماً من علاقتي مع الصديق أبو علي حسين العرنوس الذي كان بوجه واحد لا تغيره المناصب والظروف طيلة عمره، وسألت نفسي : كيف سيكون اللقاء معه وهو يجلس على كرسي رئيس الحكومة ، وكيف سيكون التعامل معه؟

تذكرت لقائي الذي لا أنساه معه في مكتب المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات – وزير الادارة المحلية ربما في أوائل 2013 حيث كان قد ترك منذ فترة قصيرة منصبه كمحافظ للقنيطرة ، يومها قال لي –بكثير من الرضا والقناعة – أنه أنجز تقاعده كمحافظ من خدمة الدولة ، وينجز معاملة تقاعده كمهندس وجاء ليطلب مساعدة المهندس غلاونجي في انجازها بعد تعثرها في نقابة المهندسين ، يومها كان يسكن شقة صغيرة مع 17 شخص هم زوجته وأولاده وأحفاده ، وكان يحاول استئجار شقة أوسع من بيوت الدولة لتتسع له هو وعائلته الكبيرة !!

كان يومها مقتنعاً بأنه أدى رسالته المهنية مبدياً امتنانه للسيد الرئيس الذي منحه فرصة أن يصل لمنصب رفيع وهو محافظ..

لم تمض فترة قصيرة حتى عاد إلى المناصب وزيراً للأشغال ومن ثم عضو قيادة قطرية ..,البقية تعرفونها..

دخلت مبنى المجلس باستقبال محترم ،في السادسة تماماً دون أي دقيقة تأخير كنت في مكتبه الذي لم أجد في قاعة الانتظار أي ضيف ولم أجد –كما كان الوضع في السابق – عشرات الأشخاص والمسؤولين والضيوف ، والسكرتارية ( معجوقين) بالضيوف والاتصالات بما كان يوحي أنها خلية نحل ، لكنها خلت من انتاج أي عسل !!!

هدوء كامل ، أجواء تعطي الشعور أن البيئة للتفكير الاستراتيجي بما يليق برئاسة الحكومة وليس للاجراءات اليومية التي تخص أصلاً عمل الوزارات فنقلت بنوع من التسلط لتربط بأشكال متعددة بمبنى رئاسة مجلس الوزراء!!

أعطوني كمامة قبل الدخول ،ووجدت نفسي أمام رئيس مجلس الوزراء الجديد ، والمفاجأة السارة أنني وجدت وجه صديقي الذي أعرفه وابتسامته المريحة وقلبه الطيب وشفافيته المعهودة ..وبدأ حوار متعدد الاتجاهات لا علاقة له بمهنة الصحافة على الإطلاق …

أول انطباعاتي من خلال الحديث أن المهندس عرنوس يدرك جسامة المسؤولية والأمانة التي حمله إياها السيد رئيس الجمهورية تجاه الوطن والمواطن في هذه الفترة العصيبة ، ولكنه متفائل –رغم كل الصعوبات – بأن الحكومة قادرة على فعل الكثير خلال الفترة القادمة –طالت أم قصرت – فهو مؤمن بالقول المأثور : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً…

لذلك فهو يريد الانجاز في كل يوم وكأنه سيبقى لسنوات في المنصب ، ويريد الحفاظ على سمعته الطيبة وتاريخه وارضاء الله والقيادة والشعب وضميره وكأنه سيغادر المنصب يوم غد !

تفاؤل المهندس العرنوس لديه ما يبرره ، فهو موجود في القيادتين السياسية والحكومية منذ قرابة سبع سنوات وقريب من كل الملفات ، وفي مجال العمل الحكومي يعرف تماماً نقاط الضعف والقوة ، ويعرف –كوزير-الخلل في علاقة رئاسة مجلس الوزراء مع الوزراء ، حتى أنه يعرف الخلل داخل مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء وبدأ العمل منذ اللحظة الأولى على تصحيحه ، والجميع يعلم أنه طلب من الوزراء استخدام صلاحياتهم كاملة وفق الدستور والقوانين النافذة وأن لا يعودوا لرئاسة مجلس الوزراء إلا بما نصت عليه القوانين ، واستطراداً أقول أن معظم الوزراء الذين التقيتهم خلال الأيام الأخيرة يشعرون بالراحة و القدرة الأكبر على العمل والانجاز نتيجة الأجواء الجديدة ، وحتى من كانوا يعتبرون مقربين من رئيس الحكومة السابق يجاهرون بأنهم يعملون بارتياح أكبر بكثير ودون التوتر والتدخل اليومي في شؤون وزاراتهم واشغال الجهات الرقابية بقضايا كيدية!!

بل أعلم شخصياً أن المهندس عرنوس شخصياً – وخلال سبع سنوات من العمل كوزير – لم يرجع لرئاسة مجلس الوزراء إلا لمرات قليلة لا تصل لعدد أصابع اليدين وفي الأمور التي نص عليها القانون وغالباً بغرض الابلاغ فقط ، في حين أن بعض الوزراء أقحم الحكومة بكل تفاصيل عمله إما تهرباً من المسؤولية وضعف أداء أو بناء على طلب رئيس الحكومة السابق..

المهندس حسين العرنوس يبدي سعادته بأن فريق العمل في المجلس يعمل اليوم بأقصى طاقة وبفرح وبرغبة في الانجاز ، ويعتقد أنك تستطيع تحفيز فريق العمل بالابتسامة والكلمة الطيبة وبناء حالة مؤسساتية سليمة مع المفاصل دون ترك الحزم عند أي خلل ، كما أنه من المهم جداً عدم وجود روح انتقامية ومن يعفى أو ينقل يكون ذلك لضعف الأداء فقط..

الأولوية في عقل رئيس مجلس الوزراء للانتاج اليوم ولتحسين بيئة العمل والاستثمار ، والعمل بأقصى طاقة لتخفيف الأعباء عن المواطن ، ويرى أن الدولة السورية لديها من القوة والموارد الطبيعية والبشرية ما يمكنها من تجاوز هذا الواقع عبر إدارة كفؤة وصحيحة ..

وهو مؤمن بدور القطاع الخاص الوطني كشريك لتحسين واقع البلد ومن هذا المنطلق سيكون هناك اجتماعات نوعية غير تقليدية خلال أيام مع غرف التجارة والصناعة ورجال الأعمال والمستثمرين لتحسين بيئة العمل وتذليل الصعوبات ، ويتم التحضير لذلك باحترافية بحيث لا تتكرر النسخ السابقة من لقاءات لا نتيجة لها سوى الخبر الاعلامي ، حيث تضيع البوصلة ويتشتت الحديث ويغرق الحضور بقضاياهم الشخصية!!فالمهم الشأن العام فقط والوصول للنتائج..

يختار رئيس الحكومة اجتماعاته جيداً، ويعمل لتكون مضبوطة من حيث المحاور والوصول لنتائج وادارة الوقت ، وهذا ما حصل في الاجتماع النوعي بين وزارتي الصناعة والتجارة الداخلية برئاسة المهندس العرنوس لتسويق المنتجات وهو اجتماع ناجح ونوعي بكل المقاييس..

يحرص رئيس الحكومة على الادارة الجيدة للوقت فأصبح عمر الاجتماعات قصير ، حتى مجلس الوزراء الأسبوعي ينتهي خلال ساعتين ونصف فقط وينجز كل ما عليه دون استعراضات واستطرادات ..

من خلال جلستي مع رئيس مجلس الوزراء هناك الكثير من الانطباعات ، ومعظمها ايجابية ومتفائلة ، لكن لن أطيل الحديث ، لكن والحق يقال ان رئيس مجلس وزراء وبسلطات واسعة وشعبية كبيرة بين الناس ، يترك التمتع بشكل السلطة عبر الاستقبالات والاتصالات والاجتماعات – بطعم وغير طعم – ليتفرغ للعمل الاستراتيجي والتفكير العميق ودراسة الملفات الكبيرة يمكنك أن تثق به ..

لم أجد ضيوفاً لا في الدخول ولا في الخروج ، ولم يرن هاتفه إلا مرة واحدة ، كذلك في مكتب أمين السر مضر دياب لا يوجد عجقة ولا ألف اتصال في الدقيقة ، حتى البريد أصبح في مكانه الطبيعي عند مدير المكتب الدكتور مظهر يوسف إذ أن أعمال السكرتارية الحقيقية لا علاقة لها بمضمون البريد والدخول في تفاصيل عمل الدولة ، وهناك انسجام وفهم كبير للعلاقات داخل المبنى وخارجه ، واعتماد حقيقي على الأمانة العامة وتركها تمارس صلاحياتها بحرية كما نص مرسوم احداثها وهو أمر يساعد كثيراً في تطوير بيئة العمل ويعطي للأمين العام الدكتور قيس خضر القدرة على ابراز قدرته الكبيرة في ضبط الايقاع في المبنى وادارة الملفات التي يكلف بها بكل مسؤولية ، وربما كانت أكثر مرة أرى الراحة على وجه الدكتور قيس الذي زرته بعد لقائي المهندس حسين العرنوس ، وأعتقد جازماً أن الانجاز سيكون أفضل في ظل العلاقة الصحية المنضبطة بين الرجلين..

هي مجرد انطباعات عن زيارة للمبنى بعد شهور طويلة من الغياب ، وليس من الحكمة المديح أو الانتقاد لرجل تسلم منصبه منذ أسبوعين فقط و لفترة محدودة ضمن العرف الدستوري لأن انتخابات مجلس الشعب قريبة وسيتم بعدها تشكيل حكومة جديدة لا أحد يتوقع من سيشكلها ولا شكلها ، ومع ذلك أعتقد أنه من الأمانة نقل الصورة التي رأيتها دون مبالغات ، ونقل تفاؤلي إلى من يؤمن بهذه الدولة ويرغب في العمل المخلص لتجاوز أزماتها بالفعل وليس بالقول أو الانتقاد الأجوف.

وعلّق مدير المصرف الصناعي سابقاً قاسم زيتون على بعض النقاط الواردة في انطباعات القحف عبر حسابه على فيس بوك قائلاً: اذا كان الأمين العام والوزراء يبدون ارتياحهم من عدم التدخل بشؤونهم لماذا لم يعترضوا على تدخل رئيس الحكومة السابق ما دام ذلك يريحهم..

وهل ينتظر الوزراء من رئيس الحكومة السماح لهم بممارسة صلاحياتهم حتى يقومون بعملهم أم ان القانون هو من يرسم صلاحيات الوزراء.

واذا لم يجرؤوا يوماً على الاعتراض على تصرفات رئيس الحكومة فلماذا كان يصفقون للباطل ويبصمون بالعشرة على كل ما يقوم به .

والا يستحي كل من يبدي ارتياحه الان سواء كان وزيراً او مديراً وكان يكيل المديح سابقاً ويستهل كل اجتماعاته بمدح رئيس الحكومة وان توجيهاته هي البوصلة التي تحدد طريق النجاح بينما يعتبر الان ان عماد خميس كان كابوساً جاثماً على انفاس الجميع والآن يتنفسون الصعداء.

الى العزيز ايمن قحف بقدر ما سررت من انطباعاتك من لقاء رئيس الحكومة بقدر ما أزعجني أشباه الوزراء والمدراء في بلد وقف في وجه العالم كله صامداً ما يزعجني يا صديقي ان لا ارى في بلدي وزراء ومحافظين ومدراء وأعضاء بمجلس الشعب بحجم هذا البلد واسمه

الى متى نسيئ الى سورية من خلال الاعتماد على الصغار ونضعهم في واجهة من يمثلون بلدنا اذا بقي الحال هكذا فلن نحصد الا الفشل وبأحسن الأحوال ستكون نجاحاتنا صغيرة بقدر حجم من يتولون امورنا.

Posts Carousel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

Latest Posts

Top Authors

Most Commented

Featured Videos