الحقيقة كتب الدكتور دريد درغام: حذاري ما بعد تهاوي نموذج الخدمات الزائفة وزوال الحلم الأمريكي… وقال درغام في منشور على صفحته الشخصية على فيس بوك : اعتاد سكان العالم النامي خلال العقود السابقة أنه كلما ضاقت بهم الأحوال وزادت البطالة زاد التكافل الاجتماعي فيما بينهم؛ أما من استطاع الحصول على تأشيرة دخول فيهاجر إلى العالم
الحقيقة
كتب الدكتور دريد درغام: حذاري ما بعد تهاوي نموذج الخدمات الزائفة وزوال الحلم الأمريكي…
وقال درغام في منشور على صفحته الشخصية على فيس بوك : اعتاد سكان العالم النامي خلال العقود السابقة أنه كلما ضاقت بهم الأحوال وزادت البطالة زاد التكافل الاجتماعي فيما بينهم؛ أما من استطاع الحصول على تأشيرة دخول فيهاجر إلى العالم المتقدم وخاصة إلى الحلم الأمريكي للحصول على فرص عمل تنشله من الفقر والعوز و … و….
وأضاف: لأول مرة بالتاريخ يدخل الغرب وخاصة أميركا هذا النفق القاتم، وعندما تنتهي المظاهرات ويصل الصراع بين المحرومين والحارمين إلى ذروته لن تقتصر التساؤلات الحقيقية على العالم النامي وإنما على العالم المتقدم أيضاً حول مصير المهاجرين والمهجرين والأعداد المتزايدة من المحرومين والمسرحين وكل من ستتقطع بهم السبل في السنوات القادمة: إلى أين؟
لا أعتقد أن الجواب على هذا السؤال اقتصادي وإنما ثقافي واجتماعي وسياسي بامتياز وعلى مستوى العالم وليس على مستوى كل بلد، لقد استطاع العالم المتقدم الهروب إلى الأمام من خلال إقناع شعوبه والشعوب المتخلفة بأن قطاع الخدمات المصطنعة قطاع خلاق وقادر على الصمود إلى الأبد رغم أن الجزء الأكبر من تلك الخدمات تم خلقها من العدم وتم إقناع الناس بضرورتها رغم أن معظمها خدمات تافهة بالعمق. واعتمدت مختلف الحكومات في نماذجها الاستهلاكية على تضخم مدروس وشبكات اقتراض متناغمة بين الأفراد والشركات والمصارف والحكومات ودول العالم الخارجي. والكل يعلم بأن أجيال المستقبل لن تجد ما تقترضه وستدفع ثمن هذه السلوكيات.
في هذه السنوات تصطدم جميع دول العالم لأول مرة منذ الحروب العالمية بالحقيقة المرة لنموذجها الاقتصادي الهش، وقد حاولت الحكومات ركوب موجة كورونا لتعليق مشاكلها عليها، إلا أن تطور أعداد الإصابات والوفيات تؤكد أن الامر خطير ومهم ولكنه لا يستحق التهويل الإعلامي الذي جرى حوله. فالشركات المتخمة بقروضها وبنموذجها المتهاوي ستفلس بالجملة خلال السنوات القادمة؛ والدول المقترضة ستتهافت لإيجاد ظروف تسمح لها بالتفاوض على حسم جزء كبير من ديونها، وستضطر الحكومات التقليدية لإيجاد منافذ أو “ميادين” جديدة لإشغال مئات مليارات الناس من الجحافل الجديدة التي خرجت من سوق عمل أو القديمة التي لم تجد أي عمل حتى الآن.
وقد تكون الظروف الحالية كارثية من حيث سعي البعض في كل دولة ليكون الفرقة الناجية أوسعي كل دولة لتكون الشعب المختار بالاعتماد على نموذج ثبت فشله؛ لكنها تحمل بالعمق بوادر خير على مستوى العالم للاستيقاظ من “الحلم الأمريكي” والتوقف عن إغراق المجتمعات بمواليد جديدة لآباء يرفضون طرح التساؤلات الإنسانية الحقيقية ومناقشة محرمات تعود لآلاف السنين بعيداً عن الأدعية وعبارات الرجاء والأماني وغيرها من المسكّنات المجتمعية.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *