الحقيقة «الكتابة للصحافة لا تُطعم خبزاً»، هذا ما قاله الكاتب والسيناريست السوري “حسن م يوسف”، خلال لقاء له عبر إذاعة “نينار إف إم” يوم أمس الثلاثاء، وتساءل كم عدد الناس الذين يقرأون الجريدة، وأضاف: «نحن مجتمع لا يقرأ، هذا ما يزيد من مسؤولية الكاتب الدرامي، لأنه يشار بكتابة التاريخ». يكتب بالجريدة لأنه كاتب، هكذا عبرّ
الحقيقة
«الكتابة للصحافة لا تُطعم خبزاً»، هذا ما قاله الكاتب والسيناريست السوري “حسن م يوسف”، خلال لقاء له عبر إذاعة “نينار إف إم” يوم أمس الثلاثاء، وتساءل كم عدد الناس الذين يقرأون الجريدة، وأضاف: «نحن مجتمع لا يقرأ، هذا ما يزيد من مسؤولية الكاتب الدرامي، لأنه يشار بكتابة التاريخ».
يكتب بالجريدة لأنه كاتب، هكذا عبرّ “م يوسف” عن أسباب استمراره بالكتابة في الصحف، وأضاف: «هذه مهمتي، أرى أن الكتابة هي بديل عن الموت، و أفضل من الصمت، أما أني جنيت ثروة من الكتابة الصحفية، هذا غير صحيح، لكن الكتابة للتلفزيون والسينما ساعدتني مادياً، جنيت منزلاً في دمشق ومنزلاً في القرية وسيارة، أما ثروتي الحقيقية هي أصدقائي ومكتبتي».
«الاستسهال في الانتاج الدرامي هو ما أوصله إلى هذه الحالة»، هكذا وصف “م يوسف” حال الدراما، وقال: «يوجد مشكلة كبرى تتجلى في تسيّب وسط الانتاج الدرامي من قبل المنتجين، الذين يكلفون كتاب مبتدئين بالكتابة، و يتعاملون مع مخرجين يقبلون بأجور قليلة سواء لأعمال سينمائية أو تلفزيونية، لذلك أقول إن الدراما فن وصناعة وتجارة، لكن إن خلطت الترتيب، وجعلتها تجارة و صناعة ثم فن يتدهور حالها، هذا ما يحصل حالياً، التجار هم من يقود المشهد الانتاجي التلفزيوني».
يُكمل الكاتب فكرته ويقول: «عندما طالبنا سابقاً بتأسيس “الهيئة العامة للانتاج الإذاعي والتلفزيوني” كان هدفنا أن تكون بديلاً عن نمط الانتاج السائد وقتها، تنتج المواضيع التي تهم المجتمع، المؤسف أن المؤسسة أصبحت منتج آخر، مثال على ذلك مسلسل “حارس القدس” سلمته للهيئة بـ 3 شباط 2018 أي منذ نحو عامين، هذا العام حتى بدأنا بتصويره، ولو أُنتج قبل سنتين كان وفّر الكثير من الدم فعلاً».
العديد من الممثلين اعتذروا عن مسلسل “حارس القدس”، بسبب “القروش”، وفق توصيف “م يوسف”، يضيف: «المؤسسة عرضت عليهم أجور لم يقبلوا بها، كنت أتمنى أن يبقى الفنان “غسان مسعود” في العمل، لكن أيضاً الفنان رشيد عساف أرحّب بوجوده وأتمنى النجاح له و للعمل».
العمل سيدافع عن نفسه.. ولم أشوّه التاريخ
هل أنت جاهز لموجة الانتقادات بعد عرض المسلسل؟ كأن يُقال “حسن م يوسف” يشوّه التاريخ؟، يجيب السيناريست: «ليس في النص الذي كتبته معلومة واحدة لا تستند إلى حقيقة ومرجع، وكل الأفكار التي ترد في المسلسل لها مرجع في التاريخ، أنا لا أدافع عن العمل، إنما العمل هو من يدافع عن نفسه».
«اشترطت أن يكون المخرج باسل الخطيب»، يقول “م يوسف” ويكمل: «لأنه ابن بيت ثقافي عريق، قادم من فلسطين، ابن القضية، رجل موهوب وراءه تاريخ من الأعمال المهمة، أما عن تزامن عرض مسلسل “حارس القدس” مع “صفقة القرن” أقول التاريخ يعيد نفسه عندما جرى عرض مسلسل “إخوة التراب” جاء صفعة للعثمانين الجدد في تركيا، وبعض الناس ظنوا أن الدولة السورية هي التي كلفتني بكتابة النص، لكن هذا ليس صحيحاً، أتوقع أن يكون مسلسل “حار القدس” صفعة توجّه لصفقة القرن».
القضية التي تحملها ستدافع عنك دائماً
وعن إمكانية عرض مسلسل “حارس القدس” في محطات تلفزيونية لا تُشاهد، قال السيناريست “حسن م يوسف”: «عندما تكون حاملاً لقضية، في المسار الأول أنت من يدافع عنها، لكن في المسار الثاني هي من ستدافع عنك، مثال على ذلك مسلسل “إخوة التراب” يُعرض الآن على قناة “TEN” المصرية يومياً الساعة 4 مساءاً لماذا؟ المصريون مكتفون و لا يعرضون مسلسلات سورية إلا ما ندر، لكن يريدون إزعاج تركيا، لذلك يعرضونه، بالتالي القضية دافعت عني وقدمتني للمشاهد المصري».
يضيف “م يوسف”: «حتى لو عُرض فقط على التلفزيون السوري أرّحب بذلك، لأن المشاهد السوري ذوّاق يستطيع أن يعطي القيمة لأي عمل، لست خائفاً أبداً».
ابن أخ “محمود درويش” تطاول عليّ!
الكثير من الانتقادات طالت مسلسل “في حضرة الغياب” الذي تطرّق إلى حياة الشاعر الفلسطيني “محمود درويش”، وعن ذلك يقول السيناريست “حسن م يوسف”: «الشاعر سميح القاسم انتقد العمل، قال أني وجهت إساءة للرموز الوطنية عندما قلت أن “إيميل توما” المناضل الشيوعي المعروف قال لمحمود درويش أيها الفتى ابحث لنفسك عن أُفق، والمعلومة أخذتها من كتاب “الرسائل المتبادلة بين “محمود درويش” و”سميح القاسم”، و حتى ابن أخ “محمود درويش” تطاول عليّ وقال إن عمّه لم يلقِ شعر أمام الحاكم العسكري و المعلومة أخذتها من كتاب “يوميات الحزن العادي” لمحمود درويش الصادر عن دار “العودة” في بيروت».
المواطن السوري يعيش حالة مخاض
«يعيش المواطن السوري حالة مخاض و تعقب المخاض الولادة»، هكذا وصف السيناريست “حسن م يوسف” الحالة المعيشية اليوم في سوريا، وقال: «أنا ضد أن نعيد سوريا كما كانت، يجب أن نخلّصها من كل المشاكل السابقة، ونبنيها كما يليق بها، علينا أن نجدد أنفسنا، لا يمكن أن نضع وزير على كرسي وننساه نصف قرن!، إضافة إلى ذلك نحن مجتمع شاب 60 بالمئة من مجتمعنا شاب، أين مشاركة الشباب في صنع اللحظة الراهنة والمستقبل؟».
يوجد أشخاص في الحكومة ينظرون إلى الشباب أنهم مشكلة بطالة بينما في الواقع هم الحل، يقول “م يوسف”، ويضيف: «لأن الانسان السوري خلاق لكنه يحتاج أن نعطيه الفرصة، الحل بالعمل الحقيقي البناّء ليس أن تضع شخص لا يفهم بالثقافة ليقرر ماهي المسرحية التي يجب أن تُعرض، لابد لنا من إعادة النظر بكل تفاصيل حياتنا».
المصدر- سناك سوري
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *