خاص- الحقيقة- سومر إبراهيم

بالرغم من حضور الكثير من وسائل الإعلام لمتابعة ونقل تفاصيل اجتماع حاكم مصرف سورية المركزي مع رجال الأعمال لمناقشة مبادرة قطاع الأعمال السوري لدعم الليرة السورية، إلاّ أن الجلسة بدأت بالطلب من كافة وسائل الإعلام والكاميرات مغادرة قاعة أمية في فندق شيراتون دمشق لإعلان الاجتماع جلسة مغلقة بعيداً عن الأضواء.

انتظرنا حوالي الساعتين ليخرج المجتمعون وعلائم عدم الرضا بادية على وجوه أغلبهم، ممتنعين عن إعطاء أي تصريح للإعلاميين المنتظرين والراغبين بمعرفة ماهية مايحدث للاقتصاد السوري وماذا يخبئ رجال الأعمال لدعم ليرتهم واقتصاد بلدهم.

رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان القلاع قال لـ«الحقيقة» لدى محاولة سحب بعض الكلمات عن نتائج الاجتماع: قلت سابقاً أن الجلسة سرية وغير قابلة للنشر، ونحن لم ندعُ وسائل الإعلام، متسائلاً : من أين أتت كل هذه المكرفونات..؟

بينما قال طلال قلعة جي رئيس قطاع الصناعات الغذائية في غرفة صناعة دمشق وريفها: لن أصرّح بأي شيء عما يخص الدولار أو الاجتماع، ولن أتكلم عن أي شيء.

رجل الأعمال المهندس رضوان الدردري أكد لـ«الحقيقة» أن المبادرة تعد خطوة جيدة في دعم الليرة السورية ولكن تفعيلها على ارض الواقع ليس واضحاً حتى الآن، مقترحاً أن يعود مايسمى معونة الشتاء أو أسبوع التسلح وهذا كان يحدث على الملأ ويعرف كل رجل اعمال بماذا ساهم،

مما يشجع البقية ويتم تكريم المساهمين بشكل علني ومن خلاله يعلم الناس أنه تم تقديم شيء حقيقي نفذ.

وبين الدردري أنه الاجتماع أفضى إلى اتفاق يبدأ من يوم غد حيث بدأ سامر فوز بـ10 مليون دولار كدفعة أولى، بينما قال محمد حمشو أنه ساهم سابقاً وسيستمر بدعم الليرة دون أن يحدد المبلغ، بينما لم يعلن بقية رجال الأعمال كم ستكون مساهماتهم، لذلك نؤكد على عودة ما يعرف بمعونة الشتاء والمساهمات تكون على العلن لتشجيع الآخرين أن هناك شيء واقعي وليس فقط ضجة إعلامية وتنتهي، مشيراً إلى أنه إذا كانت المبادرة جدية يجب أن تصل مساهمات الجميع إلى مليار دولار.

بينما قال الخبير الاقتصادي الدكتور حيان سليمان لـ«الحقيقة»: هذه المبادة تؤكد أن كل السوريين متحسسين للألم الاقتصادي وأنهم يريدون أن ينتصروا اقتصادياً كما انتصروا عسكرياً وسياسياً، داعياً مجتمع الأعمال الذي يضم القطاعين الحكومي والخاص إلى التكاتف لإنجاح المبادرة التي أعلن عن انطلاقتها اليوم، مضيفاً: أنا أرى بها بادرة خير وهي تجسد موقف أساسي أن السوريين مصممين على الانتصار على الأزمة الاقتصادية.

وأكد سليمان أن أهم ماتم الاتفاق عليه اليوم هو الاسراع في الايداعات من قبل الفعاليات الاقتصادية والهدف الأساسي دعم الليرة السورية، دون أن يتم تحديد مبالغ معينة بل كل حسب طاقته وقدرته وهي ليست اجراء قسري بل طوعي ناتجة عن تزاوج بين أفكار من قطاع الأعمال والجهات الحكومية، مشيراً إلى أنه عندما يحدث توزن سعري مع سعر الصرف سينعكس حتماً على الأسعار والمواطن بشكل ايجابي.

بينما أكد رجل الاعمال سامر فوز لـ«الحقيقة» صحة الرقم المتداول كدفعة أولى والبالغ 10 مليون دولار، قائلاً: لم يصرح أحد آخر بأي رقم رغم محاولاتنا سحب الأرقام منهم، مضيفاً: «الحقيقة الكل بدو يدفع» والدولار سوف ينخفض ويصل إلى الـ500 مبدئياً، لافتاً إلى أنه هناك حالة من الخوف والقلق سببت هذا الارتفاع بسعر الصرف، ولكن تكاتف رجال الاعمال الوطنيين يعيد الثقة للاقتصاد وللعملة ويوقف أي ارتفاع لسعر الصرف ويعطي توازن للعملة المحلية، داعياً المواطنين للإيمان بالليرة وستكون الأمور بخير.

هذا كل ما استطعنا تحصيله مما حدث في هذا الاجتماع الذي من المفترض أن يكون تبعه مؤتمر صحفي لوضع الناس في ضوء ما يجري بحيث لاتترك الساحة للتأويل والتوقعات والشائعات، ووضع المبادرة تحت ضوء الرقابة الإعلامية والشعبية لتتبع نتائجها وانعكاسها على الواقع الاقتصادي.

الحقيقة