الحقيقة – قسيم دحدل في الطرق باتجاه مقصدنا ” شركة كونسروة دمشق” الواقعة على أطراف الغوطة الشرقية..، كانت الحافلة التي تقلنا. .، بمثابة كاميرا سينمائية تعرض لنا شريطاً مسلجاً لمشاهد الدمار بفعل الإرهاب على جانبي الطريق المؤدي للشركة..، كان أول ما تبادر لذهننا سؤال وهو: أي شركة للصناعة الغذائية سنلقى بين أكوام الدمار المحزن..؟، وماذا
الحقيقة – قسيم دحدل
في الطرق باتجاه مقصدنا ” شركة كونسروة دمشق” الواقعة على أطراف الغوطة الشرقية..، كانت الحافلة التي تقلنا. .، بمثابة كاميرا سينمائية تعرض لنا شريطاً مسلجاً لمشاهد الدمار بفعل الإرهاب على جانبي الطريق المؤدي للشركة..، كان أول ما تبادر لذهننا سؤال وهو: أي شركة للصناعة الغذائية سنلقى بين أكوام الدمار المحزن..؟، وماذا سنجد هناك من منتجات وبأية مواصفات ومعايير وو..!؟.
شخصياً وللوهلة الأولى، لم أكن لأصدق..، لولا ما شهدته وعاينته عيناي.
ضجيج ألات ومعدات وحركة وأليات..، وإدارة وعمال وفنيون يعملون بصمت واجتهاد أمام عدد من خطوط الإنتاج..، أما النتيجة وهنا العبرة فمجموعة من المنتجات الغذائية المميزة حقاً، بجودة وسعر منافسين.. وغيرهما… كل هذا وغيره أكدته حواسنا الخمسة، أثناء إطلاق وزير الصناعة المهندس محمد معن جدبة أمس، خطي إنتاج جديدين لإنتاج مادتين غذائيتن وهما الحلاوة الطحينية والكتشب بطاقة إنتاجية أولية، طناً واحداً يومياً لكل منهما، ليضافا إلى مجموعة مفتوحة من المنتجات التي تصنعها الشركة…
حواس خمس، أكدت أيضا أن هاهنا حياة وأين؟ : في قطاع أريد له الموت الروحي قبل السرير..؛ لكن ورغم كل محاولات القتل المتعمد له، ورغم كل الظروف القاسية داخليا وخارجيا من حصار ومقاطعة ومحاربة، ظل واقفا قادرا على المساهمة الفاعلة في تحقيق امننا الغذائي، عبر سلة غذائية متنوعة من المنتجات الزراعية المصنعة…
وضع وزير الصناعة، شركة كونسروة دمشق ضمن منشآت القطاع الصناعي العام المعنية بمسؤولية تحقيق الأمن الغذائي للسوريين، نافياً النمطية والتحديد اللذين يتهم بهما القطاع الصناعي العام ،حيث أكد أن هذا القطاع صدر للقطاع الخاص أفضل الخبرات وأكفأ الخبراء، وكان موازيا له في العمل والإنتاج والتطوير في جميع المراحل .
ومن بوابة المحاولات للنيل من شركات القطاع العام وإنهائه، غمز وزير الصناعة إلى أن هناك أناس يحاولون التقليل من شأن بعض الشركات حتى يستفيد من المنافسة، في حين أن وزارة الصناعة تنطلق من مبدأ التكامل بين القطاعين بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية التي لا تخدم الاقتصاد الوطني ككل، موجها رسالة واضحة وصريحة لمن يحاول التقليل والتشكيك ..، عن طريق أيقاف أو تعطيل شركة ألبان دمشق بالتعدي على خطوط الإنتاج- على سبيل المثال لا الحصر- محذراً إياهم من محاولة المساس أو الاقتراب من القطاع العام، لأنه من حيث المبدأ والأهداف هناك قرار حاسم بعدم الخصخصة وأن العمل يجب أن ينصب على جعله قطاعاً رائداً ومنتجاً وبمواصفات جديدة، معتبراً أن إطلاق خط إنتاج الحلاوة أمراً كبيراً في ظل التحديات الاقتصادية والحصار الجائر على سورية.
مدير عام الشركة المهندس مجد ديب، كشف لـ«الحقيقة» أن إطلاق منتجين جديدين، يندرج ضمن خطة واعدة ومدعومة من الوزارة والحكومة، لتطوير المنتجات وتنويعها، وترجمة لذلك فقد تم اطلاق خط الحلاوة الطحينية وخط الكتشب، حيث تم المباشرة بالانتاج بطاقة نحو طن يوميا بمواصفات ممتازة وفقا للمواصفة القياسية السورية١٠٠% لكلا من مادتي الحلاوة والكتشب وبالجودة والسعر المنافسين لنظيريهما في الأسواق، ومن حيث التكلفة، موضحا التساوي في السعر مع المنتجات المثيلة لكن مع تميز في الجودة العالية لصالح منتجات الشركة.
ديب أكد الاستمرار في تنويع المنتجات للوصول إلى تشكيلة سلعية كاملة من مواد الكونسروة ، يستطيعون المنافسة بها في الأسواق، وإعادة الألق من خلالها، إلى اسم وماركة الغوطة العريقة، الذي تعلم منها معظم منتجي القطاع الخاص بخبرات خرجت من هذه الشركة.
وأوضح أن إنتاج المادتين الجديدتين يتم وفق نظام الطبخات حيث تنتج الشركة ١طن من الحلاوة الطحينية في الوردية الواحدة، وكذالك من مادة الكتشب.
وعن تكلفة وقيمة خط الحلاوة الجديد كشف أن ذلك تم مجانا بمبادرة كريمة من وزير الصناعة، حيث وجه غرفة صناعة حلب التي بدورها لبت وقدمت الخط مجانا دون أن تتكلف الشركة اي مبلغ، بالإضافة إلى إرسالها الدعم الفني لتركيب الخط والدعم التدريبي عبر إرسال خبير متخصص بصناعة الحلاوة منح عمال الشركة خبرة أربعون عاما خلال أيام بتوجيه من وزير الصناعة ودون أي مقابل.
وبالنسبة لمادة الكتشب التي كانت الشركة تصنعها سابقا أكد عودة تصنيع هذا المنتج بمعدل ثلاثة أو أربعة ورديات في الموسم من الشهر ٧ الى ١١ ، وعن عدد المنتجات المصنعة في الشركة لفت إلى أن الشركة تنتج مجموعة مميزة تشتمل على المربيات بأنواعها (المشمش_الفريز_التين) إضافة إلى مادة الفول المدمس والحمص والطحينة والبازيلا الخضراء والبامياء والفاصولياء والخضار المشكلة، إضافة إلى المنتجين الجديدين.
وحول الوضع المالي للشركة أكد أنها وخلال السنتين الماضيتين، انتقالها من وضع الخسارة إلى وضع الربح حيث استطاعت تحقيق أرباح بقيمة ١٢٧ مليون ليرة العام الماضي كما حققت هذا العام اكثر من ٥٠مليونا حتى تاريخه.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *