الحقيقة تُشرف صحيفة “الأيام” الخاصة على إطفاء سراجها بعد خمسين شهراً من النور، هكذا كتب رئيس تحريرها الصحفي علي حسّون في عددها الصادر اليوم، قائلاً: نعلن للجميع بأن ذلك لا يعني انسحابنا من دورنا الذي اخترناه منذ البداية بأن نكون المناهضين لكل من يريد إغراق وطننا بالظلام، الذي اخترنا محاربته بالكلمة المسؤولة بدل الاكتفاء بصبّ
الحقيقة
تُشرف صحيفة “الأيام” الخاصة على إطفاء سراجها بعد خمسين شهراً من النور، هكذا كتب رئيس تحريرها الصحفي علي حسّون في عددها الصادر اليوم، قائلاً: نعلن للجميع بأن ذلك لا يعني انسحابنا من دورنا الذي اخترناه منذ البداية بأن نكون المناهضين لكل من يريد إغراق وطننا بالظلام، الذي اخترنا محاربته بالكلمة المسؤولة بدل الاكتفاء بصبّ اللعنات، مضيفاً: الكسوف القسري لشعلة “الأيام” هو فقط لملء سراجها بوقودٍ من أمل وحبّ طالما مارستهما بمسؤولية عالية، ويحدونا الأمل بأن تعود لمتابعة مسيرتها في نشر النور في بلادٍ تستحق منا كصحفيين خاصةً؛ و كسوريين بشكل عام، أن نجعلها منارةً للكلمة الحرة على مر العصور و الأزمان.
وأكد حسّون في مقاله أن هناك إجماع في الوسط الصحفي اليوم على كون المرحلة الحالية هي الأقسى بتاريخ الصحافة السورية لسببين أساسيين : الأول ارتفاع منسوب التضييق على حرية العمل الصحفي، والثاني هو أن سلطة الخوف و ليست سلطة الضمير باتت الضابط لكل ما تنتجه أقلامهم، وتحديدا إذا عرفنا أن إمكانية توقيف أي من العاملين في الحقل الإعلامي باتت متاحة أمام كل من يعتقد ( و ليس يُثبِت بالدليل ) بأنّه “ضحية” لممارسة الصحفي لحقّه المسؤول بالتعبير، وهو أمرٌ نخشى من أنه بات يتكرر بشكل يجعل من كل صحفي مشروع متهم حتى تثبت براءته.
وبيّن حسّون في مقاله أن المحظور في الصحافة الذي يعتقده الصحفيين في هذه الأيام لم يكن دائماً بقرار أية جهة وصائية بقدر ما كان نتيجةً لتراكم ثقافة الخوف التي توارثتها أجيال من العاملين في الحقل الإعلامي، ودفعت معظمهم لوضع أقلامهم رهن “الإقامة الجبرية” لخطوطٍ حمراء كانوا هم المبادرون إلى فرضها على كتاباتهم، وأحيانا كانت تلك الخطوط أكثر “حمرةً” من المطلوب، لدرجة أصبحت تستحق معها حكمة الإعلامي المخضرم فؤاد بلاط القائلة بأنَّ “الخوف هو المستشار الأكبر للإعلاميين السوريين”، هذه المقولة ـ التي نخشى أنها باتت تختصر المشهد الإعلامي السوري.
وكان قد بدأ حسّون مقاله بما يراه جوزيف بوليتزرـ مؤسس أول كلّية للصّحافة في العالم ـ بأنَّ الصحافة القديرة “هي تلك التي تهتم بالصّالح العامّ، والمتمتّعة بعقول ذكيّة مُدرَّبة لمعرفة ما هو صائب، والتي تملك الشّجاعة لتحقيقه، بإمكانها المحافظة على الفضائل العامّة وذلك خلافا للصّحافة المتهكّمة التي تُشكّك في الفضائل البشريّة وتنتهي بإنتاج شعب خسيس مثلها”.
الحقيقة
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *