الحقيقة- متابعة كتب وزير الاتصالات الأسبق عمرو سالم على صفحته الشخصية على فيس بوك: لعلنا لم نكن يوماً بحاجةٍ إلى التكاتف كما نحتاجه هذه الأيّام في مواجهة هذه المرحلة القاسية من الحرب على سوريّة، ولعلّنا لم نكن يوماً بحاجةٍ إلى الإيمان بخالقنا وببلدنا وبأنفسنا كما نحتاج اليوم إلى ذلك، التّكاتف (على وزن تفاعل) هو أطراف
الحقيقة- متابعة
كتب وزير الاتصالات الأسبق عمرو سالم على صفحته الشخصية على فيس بوك:
لعلنا لم نكن يوماً بحاجةٍ إلى التكاتف كما نحتاجه هذه الأيّام في مواجهة هذه المرحلة القاسية من الحرب على سوريّة، ولعلّنا لم نكن يوماً بحاجةٍ إلى الإيمان بخالقنا وببلدنا وبأنفسنا كما نحتاج اليوم إلى ذلك، التّكاتف (على وزن تفاعل) هو أطراف تقوم بملاصقة أكتافها لكي تصبح جداراً منيعاً في وجه كلّ ما يعترضهم من صعوبات أو هجماتٍ أو تهديدات، والطّرفان الرئيسيّان في هذه المرحلة هما الشّعب والحكومة بمؤسّساتها المعنيّة بالأزمات.
وللحقيقة والدّقة لا بد من أن أبدي ملاحظاتٍ ثلاثة: أولها أن الشّعب تمتّع في أزمة البنزين وقبلها الغاز، بأكبر ما يمكن من تجاوب وتفاعل، فقد وقفت الأغلبيّة السّاحقة في دورها طويلاً، ولم تخرج تلك الأغلبيّة عن حدود النّظام والالتزام، واكتفى بتذمّره بالحديث على وسائل التّواصل الاجتماعي وإطلاق النّكات عن الأزمة وهذا شيء صحّيّ لا غبار عليه.
ومن جهةٍ أخرى فإنّ السيّد رئيس مجلس الوزراء، والّذي تحمّل خلال فترة الحرب وعندما كان وزيراً للكهرباء كلّ ذلك التذمّر والنكات برحابة صدرٍ لافتةٍ، واستمرّ في عمله النّاجح في حلّ كلّ أزمة نتيجة قصف تلك المحطّة أو تخريب ذلك الخطّ، وفي حديثه الطّويل أمام وسائل الإعلام السّوريّة قبل أيّام، شرح السّيد رئيس مجلس الوزراء الوضع بكلّ مصداقيّة ودقّة وشفافيّة فهو بالتالي أبدى تكاتفاً حقيقيّاً مقابل تكاتف الشّعب مع الحكومة، وأنا أعلم وبكلّ ثقة أنّه يعمل بلا انقطاعٍ على إيجاد وتطبيق الحلول لتعويض النّقص، وسيادته ربّما لم يقل بالحرفيّة الّتي تمّ تداولها حول قناة السّويس، بل ربّما كانت جملته هي: “لم تمرّ أيّة ناقلة من قناة السّويس منذ شهور” وهذا طبعاً بسبب العقوبات وهذا دقيق وصادق. كما قال أنّ خطّ الائتمان الإيراني متوقّف منذ شهور، وهذا صحيح وصادق.
ومن أجل نفس الدّقة والحقيقة، لا بدّ من القول أنّ تعامل مؤسّسة محروقات ومن خلفها وزارة النّفط، لم يرق مطلقاً إلى مستوى أداء السيّد رئيس مجلس الوزراء وأداء الشّعب، فمحاولة محروقات ووزارة النّفط تبرير الوضع بأنّه نتيجة لخبر على صفحات الفيسبوك، هي محاولة تجافي الحقيقة تماماً، خصوصاً أنّ السّيّد رئيس مجلس الوزراء قال عكس ذلك، وتحدّث عن نقص حقيقي، والتّصريحات الّتي أطلقوها والتي تتحدّث عن توفّر البنزين في الوقت الّذي يرى فيه كلّ مواطن طوابير السّيّارات تمتدّ لمئات الأمتار، هذا التّصريح يؤدّي إلى ضرب الثّقة بالحكومة وهذا بحدّ ذاته يصل إلى وهن عزيمة الأمّة.
أمّا الفيديو الّذي يظهر السيّد وزير النّفط في إحدى الكازيّات، وهو يسأل من يظهرون في الفيديو: “يعني مافي مشاكل؟” وهم يقولون: “كل شي تمام”؟ ومع كلّ الاحترام للسيّد وزير النّفط، لا يرقى إلى العمل الحكومي ولا إلى موقف السيّد رئيس مجلس الوزراء اللافت فعلاً، ولهذا، لا بدّ لوزارة النّفط ومؤسّساتها وشركاتها ومسؤوليها، من التّهدئة والاعتذار عن تلك التّصريحات والتّوقف عن إلقام التّهم، والعمل مع السّيد رئيس مجلس الوزراء على إيجاد البدائل ومصارحة النّاس بمصداقيّة.
قلتها مراراً، لا يمكن لبلدٍ أن يصمد وينتصر مالم يتوحّد الشّعب وراء قائده، وأن تعمل مؤسّساته في خدمة شعبه وتحقيق ذلك التّوحّد، وهذا البلد الّذي تجاوز كلّ تلك الصّعوبات، قادر على إيجاد الحلول والخروج بكلّ فخر وثقةٍ. وللحلول حديث قادم.
عمرو سالم: تزول الدّنيا قبل أن تزول الشّام …
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *