الحقيقة على غرار النفط السوري الذي لطالما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية نيتها حرمان البلاد من الوصول إليه في سياق الحرب الاقتصادية عليها، يتموضع القمح الذي يشكل تحديا كبيرا للدولة السورية، في سياق أشد وطأة لتلك لحرب. فبعد مأساة الحرائق المفتعلة ومنع الفلاحين من قبل تنظيم “قسد” الموالي للاحتلال الأمريكي من تسويق وبيع إنتاجهم للمراكز الحكومية
الحقيقة
على غرار النفط السوري الذي لطالما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية نيتها حرمان البلاد من الوصول إليه في سياق الحرب الاقتصادية عليها، يتموضع القمح الذي يشكل تحديا كبيرا للدولة السورية، في سياق أشد وطأة لتلك لحرب.
فبعد مأساة الحرائق المفتعلة ومنع الفلاحين من قبل تنظيم “قسد” الموالي للاحتلال الأمريكي من تسويق وبيع إنتاجهم للمراكز الحكومية في موسم الحصاد في العام الماضي 2019، تعمل الدولة السورية ممثلة بالمؤسسة “السورية” للحبوب على شراء كامل إنتاج القمح المتوقع هذا العام 2020 من الفلاحين والمزارعين وذلك لزيادة المخازين الاستراتيجية من المادة التي تؤمن رغيف الخبز المدعوم للمواطنين السوريين رغم المنغصات التي تتمثل بوجود قوات الاحتلال الأمريكي وعناصر تنظيم ” قسد” الموالي له في منطقة شرق الفرات السوري.
“حرب النفط” التي تتجسد بنهب المخزونات السورية وبمنع الممرات الدولية من تيسير نقل الشحنات المستوردة إلى سوريا في فصل الخريف، تتلاقى مع حرب القمح التي تجري عادة في فصل الربيع مع اقتراب موسم الحصاد، وفي هذا المنحى، يعمل الاحتلال الأمريكي على تشجيع مؤسسات ما تسمى “الإدارة الكردية” على افتتاح مراكز لشراء القمح في خطوة لمنع الدولة السورية من الاستفادة منه، في ظل الحصار الاقتصادي والحرب الاقتصادية المعلنة ضد الشعب السوري.
وتعتبر محافظة الحسكة السورية صاحبة المركز الأول في إنتاج القمح وخزان سوريا الغذائي حيث يصل إنتاجها السنوي إلى ما يقارب المليون طن من القمح بنوعيه القاسي والطري.
مدير عام مؤسسة (السورية للحبوب) المهندس يوسف حسين قاسم، أكد أن مؤسسة (السورية للحبوب) الحكومية، تعمل على تأمين تسويق كامل الإنتاج المتوقع من الأقماح في محافظة الحسكة باعتبارها صاحبة المركز الأول في إنتاج الأقماح في سوريا وفي جميع المحافظات السورية، مضيفاُ “نعمل على تقليص كامل المنغصات وحل جميع المشاكل التي اعترضت موسم التسويق في العام الماضي وعندما يتم حل مشاكل ومتطلبات محافظة الحسكة نكون قد حلينا كافة مطالب المحافظات في سوريا”.
رغيف الخبز بأمان
وتابع مدير عام المؤسسة السورية للحبوب بأن “المخزون الاستراتيجي السوري من الأقماح مؤمن ولا خوف عليه أبداً رغم ظروف الحرب التي تعيشها البلاد منذ تسع سنوات وفي ضوء العقوبات الاقتصادية الجائرة، وذلك لتأمين رغيف الخبز المدعوم للمواطنين السوريين بسعر 38 ليرة سورية لكيلو الخبز في حين أن سعر كيلو القمح الذي يتم شرائه من الفلاحين يكلف الدولة 225 ليرة سورية يضاف إليها تكاليف الشحن وعمليات التعقيم و إنتاج الخبز وهذا ما يكلف مئات المليارات الليرات السورية، لذلك نعمل على عمليات استيراد الأقماح من الخارج خصوصاً بنوعه الطري باعتبار أن 60 % من إنتاج سوريا من القمح هو للنوع القاسي و40 % من الطري الذي يدخل في صناعة الخبز”.
وشرح مدير عام المؤسسة السورية للحبوب: ” استعدادات الدولة السورية لعمليات شراء القمح في المحافظة رغم المعوقات الكبيرة من قبل تنظيم ” قسد” المدعوم من الاحتلال الأمريكي والذي قام هو الآخر بالإعلان عن افتتاح مراكز لشراء القمح من الفلاحين حيث قال “المؤسسة ستقوم هذا العام باتخاذ إجراءات جديدة خصوصاً بموضوع الدور وزيادة عدد المراكز وتأمين المستلزمات في وقتها المناسب لتدارك كل السلبيات التي حدثت خلال موسم التسويق في العام الماضي في محافظة الحسكة”.
افتتاح مراكز أكثر
وأردف قاسم “بالتنسيق مع اللجنة الأمنية في محافظة الحسكة وبمساعدة الأصدقاء “الروس” نعمل على افتتاح عشر مراكز موزعة في مناطق المحافظة لسهولة ويسر استقبال الإنتاج من الفلاحين والمزارعين في المحافظة وتوفير كامل المستلزمات لها من خلال العمل على شحن خمسة ملايين كيس خيش فارغة من المحافظات الداخلية ستصل خلال أسبوعين إلى الحسكة مع اعتماد أربع نقاط لبيع الأكياس لفلاحين من خلال تقسيمها إلى مناطق من اجل تخفيف الازدحام، مع التأكيد على إمكانية المؤسسة بشراء كل حبة قمح منتجة في سوريا”.
وتابع قاسم “سيتم اعتماد التسويق خلال موسم الشراء هذا العام 2020 على نظام الدور المسبق لدخول السيارات بحيث تحدد من قبل اللجنة التسويقية بالمركز وبإشراف مباشر من قبل اللجان التسويقية والرقابية بفرع القامشلي “وهي نفس آلية العمل التي كانت متبعة في المؤسسة سابقاً يأتي الفلاح في يوم وموعد محدد مسبق من قبل اللجنة الفرعية للتسويق ومصدق من المؤسسة العامة وذلك للقضاء على الازدحام و تفريغ الإنتاج بكل سهولة و ييسر، كما ستقوم المؤسسة باتخاذ كامل التدابير الصحية والوقائية ضمن الإجراءات الاحترازية المتبعة ضد تفشي فايروس “كورونا” المستجد من خلال التعقيم وتوفير مستلزمات الوقاية الكاملة للعاملين”.
الاحتلال الأمريكي يعطل
مدير عام المؤسسة السورية للحبوب لم يخف قلقه من وجود الاحتلال الأمريكي وأعوانه تنظيم “قسد” وقال بهذا الصدد “وجود طرف آخر يعمل على شراء القمح من الفلاحين لأهداف خارجية هدفها تدمير الاقتصاد الوطني له تأثيره الكبير على عمليات التسويق، لكن نحن نراهن على الوعي والالتزام الوطني للأخوة الفلاحين الذين سيقومون هذا العام وكما حدث في الأعوام الماضية بالتوافد على مراكز الشراء الحكومية لأنهم يعرفون بأن تسويق إنتاجهم للدولة يزيد من عمليات الاستقرار المحلي والاستقرار الاقتصادي من خلال تأمين رغيف الخبز لهم ولأبنائهم، لأن الاحتلال وأعوانه هدفهم تجويع الشعب السوري وسرقة مقدراته”.
وحددت الإدارة الكردية “الجناح السياسي لتنظيم “قسد” في 14 نيسان/ أبريل الجاري، سعر شراء محصول القمح للموسم الزراعي 2020 بـ225 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد وهو نفس السعر الحكومي السوري، وفي 18 نيسان حددت أسعار باقي الدرجات، وهي على الشكل التالي: الدرجة الثانية 222.75، والدرجة الثالثة 220.53، كما حددت السعر الأدنى بـ 170 ل.س ، وأنها حددت 20 مركز للشراء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها على مستوى شمال وشرق وسوريا بعد خروج ستة مراكز منها نتيجة العدوان التركي.
واعترفت “الإدارة الكردية” على لسان الرئيس المشترك لما يسمى “هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” سلمان بارودو بأنه تم شراء 550 ألف طن من القمح في العام الماضي، وحالياً يوجد في الصوامع 500 ألف طن، أي لم يصرف منها سوا 50 ألف طن، لأن الدولة السورية تقوم بتأمين كل مستلزمات المخابز والمطاحن وإنتاج الخبز للمواطنين السوريين حتى في مناطق سيطرة الاحتلال الأمريكي وتنظيم “قسد” .
وبين بارودو بأن “الإدارة الكردية” في تصريحات إعلامية خصصت هيئة 60 إطفائية لدرء حدوث حرائق في المنطقة، سيتم توزيعها على كافة مناطق، كما ستكثف قوى الأمن الداخلي قوات “الأسايش” الذراع الأمني لـ”قسد” دورياتها ونقاط تمركزها على الطرق في مدن ومناطق شمال وشرق سوريا.
الفلاح السوري وطني بامتياز
بدوره بين عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين في سوريا محمد خليف أن الهدف من حضوره مع المدير العام لمؤسسة الحبوب اجتماع لجنة التسويق الفرعية في محافظة الحسكة هو للاستماع لآراء ومقترحات اللجنة ليتم عرضها خلال اجتماع اللجنة العليا للتسويق الذي سيعقد خلال الأيام القليلة القادمة في رئاسة مجلس الوزراء والعمل مع الجهات المعنية لتجاوز السلبيات التي حصلت خلال عمليات التسويق في الموسم الماضي وهي إنهاء التدخلات وتخفيف الإجراءات وتوفير المستلزمات في وقتها المناسب وتقدين كل الدعم للفلاحين مع الإسراع في صرف الفواتير وقيم الأقماح.
وأكد خليف بان جميع الفلاحين في محافظة الحسكة كما في كل سوريا سيقوم نتيجة وعيهم الوطني وجبهم لوطنهم بتسويق إنتاجهم لمراكز الدولة السورية وذلك نتيجة السعر المجزي الذي حددته الدولة هو 225 ليرة سورية للكيلو الواحد مع صرف قيم الأقماح خلال 72 ساعة، إضافة باعتباره واجب وطني لتأمين رغيف الخبز المدعوم للمواطنين السوريين، برغم من أن الفلاح السوري في محافظة الحسكة لم يتلقى الدعم الحكومي بتوفير مستلزمات الزراعة منذ بداية الحرب على سوريا في عام 2011 من بذار وأسمدة، حيث اعتمدوا على دعمهم الذاتي.
وحمل عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين في سوريا الاحتلال الأمريكي وأعوانه تنظيم ” قسد” مسؤولية حدوث أي عمل تخريبي مفتعل وذلك نتيجة سيطرتهم على مساحات واسعة من محافظة الحسكة ومناطق شرق الفرات.
يشار أن تقديرات الإنتاج الأولية لمحصول القمح المروي والبعل في محافظة الحسكة السورية بحسب مديرية الزراعة الحكومية لهذا العام 2020 بلغت 835 ألف و235 طن، في حين وصلت في العام الماضي إلى مليون طن كميات الإنتاج رغم ما حدث من فيضانات ثم تبعها الحرائق المفتعلة بفعل فاعل، حيث تم شراء نصف الكمية من قبل الدولة السورية.
المصدر- سبوتنيك
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *